کد مطلب:90662 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:135
إمّا ظالمین أو مظلومین. ثم أشار علیه بأن یعزل الناس و یلحق بمكة، « حتی تؤوب العرب و تعود إلیها أحلامها، و تأتیك وفودها. و أن لا تتبع طلحة و الزبیر، و تدَعَهما، فإن اجتمعت الأمة علیك فذاك، و إن اختلفت رضیتَ بما قضی الله ». و أذكّرك باللَّه ان لا تُقتل غَداً بمضیَعة[1] لا ناصر لك. فقال أمیر المؤمنین علیه السلام: إِجْلِسْ، یَا بُنَیَّ، وَ لاَ تَخِنَّ عَلَیَّ خَنینَ الْجَارِیَةِ. ثم قال علیه السلام: اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی یَبْتَلی مَنْ شَاءَ بِمَا شَاءَ، وَ یُعَافی مَنْ شَاءَ بِمَا شَاءَ. أَیْ بُنَیَّ، أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّ عُثْمَانَ حُصِرَ، فَمَا ذَنْبی إِنْ كَانَ بَیْنَ النَّاسِ وَ بَیْنَ عُثْمَانَ مَا كَانَ، وَ لَقَدْ أُحیطَ بِنَا كَمَا أُحیطَ بِهِ، وَ قَدْ كُنْتُ بِمَعْزِلٍ عَنْ حَصْرِهْ. وَ أَمَّا قَوْلُكَ: ائْتِ مَكَّةَ، فَوَ اللَّهِ مَا كُنْتُ لأَكُونَ الرَّجُلَ الَّذی تُسْتَحَلُّ بِهِ مَكَّةُ. وَ أَمَّا قَوْلُكَ: لاَ تُبَایِعْ حَتَّی تَأْتِیَ بَیْعَةُ الأَمْصَارِ، فَإِنَّ الأَمْرُ أَمْرُ أَهْلِ الْمَدینَةِ، وَ كَرِهْتُ أَنْ یَضیعَ هذَا الأَمْرُ. وَ أَمَّا قَوْلُكَ: اعْتَزِلِ الْعِرَاقَ، وَدَعْ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرَ، فَإِنَّ ذلِكَ كَانَ وَهْناً عَلی أَهْلِ الإِسْلاَمِ. [صفحه 641] وَ أَمَّا قَوْلُكَ: اجْلِسْ فی بَیْتِكَ، فَكَیْفَ لی بِمَا قَدْ لَزِمَنی؟[2]. وَ اللَّهِ، یَا بُنَیَّ، مَا كُنْتُ[3] لأَكُونَ كَالضَّبُعِ تَنَامُ عَلَی طُولِ اللَّدْمِ، وَ تَنْتَظِرُ[4] حَتَّی یَصِلَ إِلَیْهَا طَالِبُهَا، وَ یَخْتِلَهَا[5] رَاصِدُهَا، فَیَضَعَ الْحَبْلَ فی رِجْلِهَا حَتَّی یَقْطَعَ عُرْقُوبَهَا، ثُمَّ یُخْرِجُهَا فَیُمَزِّقُهَا إِرْباً إِرْباً. أَ وَ مَنْ تُریدُنی؟[6]. وَ لكِنّی، یَا بُنَیَّ[7]، أَضْرِبُ بِالْمُقْبِلِ إِلَی الْحَقِّ الْمُدْبِرَ عَنْهُ، وَ بِالسَّامِعِ الْمُطیعِ الْعَاصِیَ الْمُریبَ، أَبَداً حَتَّی یَأْتِیَ عَلَیَّ یَوْمی. إِنَّ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قُبِضَ وَ مَا أَری أَحَداً أَحَقَّ بِهذَا الأَمْرِ مِنّی، فَبَایَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ. فَبَایَعْتُ كَمَا بَایَعُوا. ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ هَلَكَ وَ مَا أَری أَحَداً أَحَقَّ بِهذَا الأَمْرِ مِنّی، فَبَایَعَ النَّاسُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَبَایَعْتُ كَمَا بَایَعُوا. ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ هَلَكَ وَ مَا أَری أَحَداً أَحَقَّ بِهذَا الأَمْرِ مِنّی، فَجَعَلَنی سَهْماً مِنْ سِتَّةِ أَسْهُمٍ، فَبَایَعَ النَّاسُ عُثْمَانَ. فَبَایَعْتُ كَمَا بَایَعُوا. ثُمَّ سَارَ النَّاسُ إِلی عُثْمَانَ فَقَتَلُوهُ. ثُمَّ أَتَوْنی فَبَایَعُونی طَائِعینَ غَیْرَ مُكْرَهینَ[8]. فَوَ اللَّهِ، یَا بُنَیَّ[9]، مَا زِلْتُ[10] مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّی، مُسْتَأْثَراً عَلَیَّ، مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ تَعَالی [صفحه 642] نَبِیَّهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّی یَوْمِ النَّاسِ هذَا. وَ سَیَعْلَمُ الَّذینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ[11]. وَ قَدْ قَلَّبْتُ هذَا الأَمْرَ بَطْنَهُ وَ ظَهْرَهُ حَتَّی مَنَعَنِی النَّوْمَ، فَمَا وَجَدْتُنی یَسَعُنی إِلاَّ جِهَادُ الْقَوْمِ وَ[12] قِتَالُهُمْ[13] أَوِ الْجُحُودُ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ[14] صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. فَكَانَتْ مُعَالَجَةُ الْقِتَالِ أَهْوَنَ عَلَیَّ مِنْ مُعَالَجَةِ الْعِقَابِ، وَ مَوْتَاتُ الدُّنْیَا أَهْوَنَ عَلَیَّ مِنْ مَوْتَاتِ الآخِرَة. فَأَنَا مُقَاتِلٌ مَنْ خَالَفَنی بِمَنِ اتَّبَعَنی، حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ بَیْنی وَ بَیْنَهُمْ وَ هُوَ خَیْرُ الْحَاكِمینَ[15].
لمّا قال له: یا أمیر المؤمنین، إن القوم حصروا عثمان یطلبون ما یطلبونه
صفحه 641، 642.