کد مطلب:90662 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:135

کلام له علیه السلام (112)-لولده الحسن















لمّا قال له: یا أمیر المؤمنین، إن القوم حصروا عثمان یطلبون ما یطلبونه

إمّا ظالمین أو مظلومین.

ثم أشار علیه بأن یعزل الناس و یلحق بمكة، « حتی تؤوب العرب و تعود إلیها أحلامها، و تأتیك وفودها.

و أن لا تتبع طلحة و الزبیر، و تدَعَهما، فإن اجتمعت الأمة علیك فذاك، و إن اختلفت رضیتَ بما قضی الله ».

و أذكّرك باللَّه ان لا تُقتل غَداً بمضیَعة[1] لا ناصر لك.

فقال أمیر المؤمنین علیه السلام:

إِجْلِسْ، یَا بُنَیَّ، وَ لاَ تَخِنَّ عَلَیَّ خَنینَ الْجَارِیَةِ.

ثم قال علیه السلام:

اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی یَبْتَلی مَنْ شَاءَ بِمَا شَاءَ، وَ یُعَافی مَنْ شَاءَ بِمَا شَاءَ.

أَیْ بُنَیَّ، أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّ عُثْمَانَ حُصِرَ، فَمَا ذَنْبی إِنْ كَانَ بَیْنَ النَّاسِ وَ بَیْنَ عُثْمَانَ مَا كَانَ، وَ لَقَدْ أُحیطَ بِنَا كَمَا أُحیطَ بِهِ، وَ قَدْ كُنْتُ بِمَعْزِلٍ عَنْ حَصْرِهْ.

وَ أَمَّا قَوْلُكَ: ائْتِ مَكَّةَ، فَوَ اللَّهِ مَا كُنْتُ لأَكُونَ الرَّجُلَ الَّذی تُسْتَحَلُّ بِهِ مَكَّةُ.

وَ أَمَّا قَوْلُكَ: لاَ تُبَایِعْ حَتَّی تَأْتِیَ بَیْعَةُ الأَمْصَارِ، فَإِنَّ الأَمْرُ أَمْرُ أَهْلِ الْمَدینَةِ، وَ كَرِهْتُ أَنْ یَضیعَ هذَا الأَمْرُ.

وَ أَمَّا قَوْلُكَ: اعْتَزِلِ الْعِرَاقَ، وَدَعْ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرَ، فَإِنَّ ذلِكَ كَانَ وَهْناً عَلی أَهْلِ الإِسْلاَمِ.

[صفحه 641]

وَ أَمَّا قَوْلُكَ: اجْلِسْ فی بَیْتِكَ، فَكَیْفَ لی بِمَا قَدْ لَزِمَنی؟[2].

وَ اللَّهِ، یَا بُنَیَّ، مَا كُنْتُ[3] لأَكُونَ كَالضَّبُعِ تَنَامُ عَلَی طُولِ اللَّدْمِ، وَ تَنْتَظِرُ[4] حَتَّی یَصِلَ إِلَیْهَا طَالِبُهَا، وَ یَخْتِلَهَا[5] رَاصِدُهَا، فَیَضَعَ الْحَبْلَ فی رِجْلِهَا حَتَّی یَقْطَعَ عُرْقُوبَهَا، ثُمَّ یُخْرِجُهَا فَیُمَزِّقُهَا إِرْباً إِرْباً.

أَ وَ مَنْ تُریدُنی؟[6].

وَ لكِنّی، یَا بُنَیَّ[7]، أَضْرِبُ بِالْمُقْبِلِ إِلَی الْحَقِّ الْمُدْبِرَ عَنْهُ، وَ بِالسَّامِعِ الْمُطیعِ الْعَاصِیَ الْمُریبَ، أَبَداً حَتَّی یَأْتِیَ عَلَیَّ یَوْمی.

إِنَّ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قُبِضَ وَ مَا أَری أَحَداً أَحَقَّ بِهذَا الأَمْرِ مِنّی، فَبَایَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ. فَبَایَعْتُ كَمَا بَایَعُوا.

ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ هَلَكَ وَ مَا أَری أَحَداً أَحَقَّ بِهذَا الأَمْرِ مِنّی، فَبَایَعَ النَّاسُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَبَایَعْتُ كَمَا بَایَعُوا.

ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ هَلَكَ وَ مَا أَری أَحَداً أَحَقَّ بِهذَا الأَمْرِ مِنّی، فَجَعَلَنی سَهْماً مِنْ سِتَّةِ أَسْهُمٍ، فَبَایَعَ النَّاسُ عُثْمَانَ. فَبَایَعْتُ كَمَا بَایَعُوا.

ثُمَّ سَارَ النَّاسُ إِلی عُثْمَانَ فَقَتَلُوهُ. ثُمَّ أَتَوْنی فَبَایَعُونی طَائِعینَ غَیْرَ مُكْرَهینَ[8].

فَوَ اللَّهِ، یَا بُنَیَّ[9]، مَا زِلْتُ[10] مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّی، مُسْتَأْثَراً عَلَیَّ، مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ تَعَالی

[صفحه 642]

نَبِیَّهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّی یَوْمِ النَّاسِ هذَا. وَ سَیَعْلَمُ الَّذینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ[11].

وَ قَدْ قَلَّبْتُ هذَا الأَمْرَ بَطْنَهُ وَ ظَهْرَهُ حَتَّی مَنَعَنِی النَّوْمَ، فَمَا وَجَدْتُنی یَسَعُنی إِلاَّ جِهَادُ الْقَوْمِ وَ[12] قِتَالُهُمْ[13] أَوِ الْجُحُودُ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ[14] صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. فَكَانَتْ مُعَالَجَةُ الْقِتَالِ أَهْوَنَ عَلَیَّ مِنْ مُعَالَجَةِ الْعِقَابِ، وَ مَوْتَاتُ الدُّنْیَا أَهْوَنَ عَلَیَّ مِنْ مَوْتَاتِ الآخِرَة.

فَأَنَا مُقَاتِلٌ مَنْ خَالَفَنی بِمَنِ اتَّبَعَنی، حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ بَیْنی وَ بَیْنَهُمْ وَ هُوَ خَیْرُ الْحَاكِمینَ[15].


صفحه 641، 642.








    1. مصبعة. ورد فی التاریخ للطبری ج 3 ص 474.
    2. ورد فی تاریخ المدینة المنورة ج 3 ص 1257. و أنساب الأشراف ج 2 ص 216. و تاریخ الطبری ج 3 ص 474. و أمالی الطوسی ص 51. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 176. و البدایة و النهایة ج 7 ص 245. و ذخائر العقبی ص 112. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 387. و نهج السعادة ج 1 ص 264 و 269. باختلاف بین المصادر.
    3. ورد فی تاریخ المدینة المنورة ج 3 ص 1257. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 387. و نهج السعادة ج 1 ص 265. باختلاف.
    4. ورد فی أمالی الطوسی ص 52. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 265.
    5. یختلسها. ورد فی نسخة العطاردی ص 20 عن نسخة موجودة فی مكتبة ممتاز العلماء فی لكنهور الهند.
    6. ورد فی تاریخ الطبری ج 3 ص 474. و أمالی الطوسی ص 51. و نهج السعادة ج 1 ص 265.
    7. ورد فی أمالی الطوسی ص 51. و نهج السعادة للمحمودی ج 1 ص 265.
    8. ورد فی التاریخ للطبری ج 3 ص 476. و تاریخ دمشق لابن عساكر ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 130. باختلاف.
    9. ورد فی الإمامة و السیاسة لابن قتیبة ج 1 ص 68.
    10. مازال أبوك. ورد فی أمالی الطوسی ص 52. و نهج السعادة ج 1 ص 266. و مصباح البلاغة ج 1 ص 145 عن المسترشد للطبری.
    11. الشعراء، 227.
    12. ورد فی مناقب آل أبی طالب لابن شهر اشوب ج 3 ص 236.
    13. السّیف. ورد فی تاریخ المدینة المنورة لابن شبّه ج 3 ص 1258.
    14. بما أنزل اللَّه عزّ و جلّ علی محمّد. ورد فی مناقب آل أبی طالب لابن شهر اشوب ج 3 ص 236.
    15. ورد فی التاریخ للطبری ج 3 ص 476.